قلب رجــــــــــــــل (( الفصل الثانى))

الفصل الثانى :- [[2]]
وجلست إلى جانبه فى سيارته ، وانطلقا إلى أكثر البقاع هدوءا وأشدها سحرا ، وأوقف سعيد محرك السيارة . وتنفست أوصاف بعمق وهى ترفع ذراعيها إلى أعلى كمن تستزيد من الهواء بقدر ما يتسع صدرها للهواء ، فارتفع العذاب السجين _صدرها _ الذى يتحدى بعده الثالث كل مألوف .
وخيل لسعيد أنه سيمزق المنهدة التى تسجنه خلفها ، وأنه _بالتالى _ هو شخصيا _ يتمزق _ حقيقة معه .
وأحس بحلقه يجف ، ولكنه ضغط دماءه داخل شرايينه وأوردته بقوة خارقة واكتفى بأن أحاط خصرها بذراعه وهو يقول لها :-
_ لا أعلم كيف سأحتمل فراقك ستة أشهر يا صافى ؟ ، إنى لا استطيع أن افارقك ثانية واحدة.
_ لن افارقك ولن تفارقنى ، سنظل معا للابد ، روح واحدة وقلب واحد .
_ ستكونين معى كل لحظة ، وسيكون هذا الخاتم أنيسى فى وحدتى
_ وأنا أيضا
واطرق ملا منهما لحظة ، شعرا فيها أنها دعوة حب لكليهما ، فاقترب منها وهو يهمس فى تدلة عابد :-
_ ياحبيبتى
وجاءه همسها كما لو كان آتيا من عالم آخر ومن آخر الدنيا عبر الجبال والأودية والبحار والأنهار والقمم والصحارى والأدغال ليصل إليه خافتا ، شاحبا ، كالوهم الجميل ، فى كلمة واحدة .
_ ياحبيبى
*********************
القمر أتم دورتين بعد هذه الأمسية الصافية التى عاشاها معا ، بقلب يخفق باسميهما ، وروح تهفو الى الآخرى. وللأول مرة _ منذ عقد خطبتهما _ يشعر سعيد بأنه رجل يذوب لهفة ويتلوى شوقا على سفود تحته نار هادئة ليدخل الجنة . وامرأة عذراء شابة تتلقى الحب ، حبا جارفا أخذها إلى عالم خالى لا أحد فيه إلا هى وهو .....
والأسابيع تجرى كما يجرى كل شئ فى دنيانا . دنيانا _ بذاتها _ تجرى فتجر معها كل شئ فيها ليجرى ، فيجرى معها .
وعندما أتم القمر _ صديقهما _ دورته الثالثة واكتمل بدرا ، كانت أوصاف قد فازت بشهادة الدكتوراة فى الطب النفسى ، ولكن فى قلبها نقطة سوداء قاتمة حزينة ألا وهى فراق حبيبها سعيد ، إن فى عينيها دمعتان متضادتان ، دمعة فرح لحصولها على الدكتوراة ، ودمعة حزن لفراق الحبيب ودرة القلب سعيد .
أما سعيد فقد مضى أيامه الأولى يائسا ، كئيبا ، لايرى فى الحياة الا صورة حبيبته اوصاف ، يفصل بينهما البحر المتوسط بأكمله ولكن ليس للبحر يدا فى فراقهما طوال هذه المدة ، إنها الأقدار التى قذفت أمامه رسالة الدكتوراة فى لندن ، وكلما تذكر وجه حبيبته لعن الأقدار وتمنى ان ينتهى من مناقشة رسالته بأقصى سرعة . ومع انشغاله بتحضير رسالته مرت عليه أسابيع كغمضة عين ، ومع كل اكتمال قمر وغروب شمس ، يقف فى النافذة ناظرا إليهما يناجيهما ، ويتمتم بعبارات حب وشوق ولهفة لمهجة ودرة قلبه ومفتاحه اوصاف ، وعندما يضع رأسه على الوسادة ليخلد الى النوم ، ينظر الى الخاتم _ خاتم خطوبته _ فى إصبعه ويقبله هامسا بين نفسه ، قائلا :-
_ متى تمر الأيام وتعود الليالى الصافية والنسمة الهادئة تحت أوراق الشجر ؟! ، لم أعد أحتمل عذاب الفراق ولهيب حبها ، ان حبها يقتلنى مائة مرة قبل ان انام ، متى ينتهى كل هذا ....متى ؟! ، ثم ينام آخذا يده فى حضنه كأنه يحضن اوصاف بين ذراعيه.
الأمس كاليوم وغدا سيكون مثل اليوم ، الأيام تدور كدائرة مغلقة على سعيد ، فلقد اصبحت الحياة مجرد روتين اعتاد عليه حتى..........
حتى قابلها ، قابل فتاة جذبته وأبهرته بجمالها ، تعرف عليها مصادفة وهى مصرية تقطن فى الزمالك وقد جاءت الى لندن فى بعثة دراسية لدراسة القانون الإنجليزى .
اسمها بثينة وقد يدللها البعض مناديا بوسى ....... فتاة يصعب مقاومتها ، مقاومة جمالها أو فتنتها على الكثيرين ومنهم سعيد الذى أبهره جمالها وقوامها وليس المظهر فقط ، فالجوهر يعزز هذا المظهر الآسر الفريد ، ولم يحدث أن جلس إليها سعيد ليتحدث إليها إلا بهرته بعد دقائق من حديثها العذب الرقيق ، وبثينه فارعة الطول .....
والطول _ عادة _ يطوى مع امتداده مفاتن القوام الأنثوى ، ولكنها لم تكن من هذا النوع المألوف ، فطولها _ مع امتداده _ حائرا حيال هذه الأعضاء الأنثوية التى تمردت على القاعدة المألوفة ، فظل كل عضو من أعضاء هذا القوام المتمرد ، ينمو كفايته ويستدير ، وينطلق انطلاقته ليبرز بروزه الشهى ضاربا بتمرده كل قواعد النمو التى ألفتها الأعين فى أجسام الفتيات طوال القامات فإذا بهن فى قوام القلم الرصاص الأملس أو البوصة الملساء .....
بثينة طالت واستدارت ونضجت وتلونت وكأن الله قد خلق كل عضو من أعضاء جسمها ووجهها لوحده ، ثم صقله وحده وجمّله وحده ولوّنه وحده وأعاد فيه وعليه اللمسات الأخيرة وحده ، ثم وضعه من قوامها ووجهها فى مكانه وحده ، ومن هنا كان قوامها شيئا مثيرا لكل عين وعذابا عذبا شهيا مضنيا معا لكل قلب وكل مهجة وكل فؤاد .
ومن هنا أيضا كان وجهها أشبه ما يكون بقبلة وحيدة فريدة عذبة حلوة وشهية سقطت من بين شفتى السماء لتأخذ مكانها على خد الحياة وجبين الزمن......
ولنا سويا جلسة وقراءة مع ( قلب رجل ) فى الفصل الثالث
santa

اعجبني ما في القصة من وصفها للمشاعر والحب. لكني اعتب على كاتبها قوله: وكأن الله قد خلق كل عضو من أعضاء جسمها ووجهها لوحده ، ثم صقله وحده وجمّله وحده ولوّنه وحده وأعاد فيه وعليه اللمسات الأخيرة وحده ، ثم وضعه من قوامها ووجهها فى مكانه وحده . الله جل جلال سبحانه وتعالى قادر على خلق اي انسان باسمى ايات الجمال والرقي والابهار دون ان يحتاج لخلق كل عضو وحده سعيا و رغبة في الاتقان .
المعنى فعلا قوي ولكني اعتب عليه استخدامه

شكرا لك على هذه الملاحظة الجميلة الرائعة ولكم اسعدنى بأن اجد رجلا هنا يفهم ويقدر

مشكور جدا على القصة الرائعة

ارجوكم افعلوا ما يتيسر لكم من جهد وراحة ضمير ان كنتم بح تريدون الخير كل الخير لهذه البلدة وسيقف وسنقف _ نحن الشباب_ بجانبكم

» إلا رسول الله ( الجزء الثانى ) ...
» أسرار وأكواد الموبايلات ( الجزء الثانى )
» واخيرا انطلقت Vortex Vista Second Generation الجيل الثانى من