أجمل ما كتب شاعر الجندول

موضوع: أجمل ما كتب شاعر الجندول 24/4/2008, 08:41

موعدنا دائما كل خميس من كل اسبوع مع الروائع الشعرية الجميلة نضيغها لكم فى هذا المحراب ......
أولا : أعرفكم بالشاعر رغم انه غنى عن التعريف
لا يكاد على محمود طه يحتاج إلى مثل هذا التقديم ، فالجيل الذى انتمى إليه يألف شعره الرقيق وحبه للجمال والطبيعة والحرية ، ويكاد يرى فيه مثلا لكل ما كنا نصبو إليه صغارا حين نذكر فنون أوربا وطبيعتها الخلابة ، والجيل التالى لنا يعرفه من قصائده التى سمعها من محمد عبد الوهاب مثل الجندول وكليوباترة ، ونحن وهم لا نملك إلا الشجن عندما نسمع قصيدته الأخرى التى يغنيها عبد الوهاب أيضا " أخى جاوز الظالمون المدى " والتى نحن بصددها اليوم .
ولمن لا يعرفون الكثير عن صائغ هذه الدرر البديعة ، نقدم لمحة موجزة عن حياته وشعره ، فالأصل هو النص الشعرى ، وهذا هو لب الموضوع . ولد على محمود طه فى المنصورة عام 1902 مـ وتعلم أولا فى الكتاب ثم دخل المدرسة الإبتدائية ، وبعد أن نال شهادتها ، ولد عنده _ كما يقول شوقى ضيف ( الأدب العربى المعاصر ) "شغف بالعلوم التصنيعية ، فرفض الإلتحاق بالمدرسة الثانوية وآثر الإلتحاق بمدرسة الفنون التطبيقية يدرس فيها الهندسة . وفى سنة 1924مـ تخرج حاملا شهادة تؤهله لمزاولة هندسة المبانى ".
وقد أقبل على الوظيفة الحكومية لأنها كانت توفر له الوقت الكافى للتأمل والقراءة ، فعمل أولا موظفا بسيطا بهندسة المبانى ببلدته المنصورة ، وبدأ ينشر قصائده ويلفت الأنظار _ التى هى غائبة عنا _ إليه ، ولم يبلغ الخامسة والعشرين حتى كان قد تمكن من نشر بعض أشعاره فى جريدة السياسة الاسبوعية ، وساهمت قصائده تلك مع ما كانت الجريدة تنشره فى إذكاء الروح الرومانسية التى كانت تملأ الجو آنذاك ، وسرعان ما أصبح علما من أعلام مدرسة أبولو التى أرست أسس الرومانسية فى الشعر العربى ، والطريف أنه كان يحقق المثل الأعلى الرومانسى الذى كان يريده أصحاب مدرسة الديوان ( العقاد وشكرى والمازنى ) وهو الصدق _ وتحديدا ما كان العقاد ينعى فقدانه فى شعر شوقى أى عدم إفصاح الشعر عن الشاعر .
فكان على محمود طه فى حياته مثالا لما يقوله فى شعره ، وهذه هى شهادة أحمد حسن الزيات :
كان شابا منضور الطلعة ، مسجور العاطفة ، مسحور المخيلة ، لا يبصر غير الجمال ، ولا ينشد غير الحب ، ولا يطلب غير اللذة ، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوى ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك .
" كان كالفراشة الجميلة الهائمة فى الحقول تحوم على الزهر ، وترف على الماء ، وتخفق على العشب ، وتسقط على النور ، لا تكاد تعرف لها بغية غير السبوح ، ولا لذة إلا التنقل . ثم تتبعته بعد ذلك فى أطواره وآثاره ، فإذا الفراشة الهائمة على أرباض المنصورة تصبح الملاح التائه فى خضم الحياة ، والأرواح الشاردة فى آفاق الوجود ، والأرواح والأشباح فى أطباق اللا نهاية وإذا الشاعر الناشئ يغدو الشاعر المحلق تارة بجناح الملك ، وتارة بجناح الشيطان ، يشق الغيب ويقتحم الأثير ، ويصل السماء بالأرض ، ويجمع الملائكة والشياطين بالناس ".
ويجدر بنا أن نشير هنا إلى الدقة العلمية التى تحراها طه حسين عندما يتحدث عن الشاعر فى حديث الأربعاء فهو يتحدث عن شخصية فنية ، بمعنى القناع الذى يلبسه الشاعر فى شعره ويخفى وراءه وجهه الحقيقى ، مهما يكن من شبه بينهما ، فالشعر الذى يقوله الشاعر ليس الشاعر ، ولذلك فطه حسين سباق فى هذا المجال النقدى الحديث .
على أى حال ، ظل على محمود طه يتقلب فى المناصب الحكومية ، فانتقل إلى وظيفة مدير المعرض الخاص بوزارة التجارة ، ثم استقر به المقام نهائيا فى القاهرة مديرا لمكتب الوزير ، وبعدها التحق بسكرتارية مجلس النواب ، مما هيأ له التنقل فى القاهرة التى كانت ما تزال روضا أريضا ، ومنها كان يسافر إلى خارج مصر بانتظام ويتقن عدة لغات أوروبية فى سفراته تلك ، ويخرج الديوان بعد الديوان ، ولكن الوظيفة الحكومية التى قربته من السياسة تتنكر له فيستعيض عنها بقرض الشعر ، وعندما يعين آخر الأمر وكيلا لدار الكتب عام 1949 مـ ويبدأ فى التفرغ للنظم ، يعاجله القدر المحتوم فيرحل عن الدنيا فى آخر العام (17/11/1949مـ).
********************************************************************************
أول قصيدة هى : فلسطين
أخى ، جاوز َ الظالمونَ المَدىَ
فحقّ الجهادُ ، وحق الفِدا
أنتركهُمْ يَغصبونَ العُروبةَ
مجدَ الأبوَّةِ والسؤددا ؟
وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيوفِ
يُجيبونَ صوتا لنا أو صدى
فجرِّد حسامَكَ من غمدِهِ
فليسَ لَهُ ، بَعْدُ ، أن يُغمدا
* * *
أخى ، أيها العربىُّ الأبىُّ
أرى اليومَ موعدَنَا لا الغَدا
أخى ، أقبلَ الشرقُ فى أمَّةٍ
تردُّ الضَّلالَ وتُحيى الهُدى
أخى ، إنّ فى القدسِ أختاً لنا
أعدَّ لها الذَابحونَ المُدى
صبرنا على غَدْرهِمْ قادرينَ
وكنا لَهُمْ قَدَرا مُرصدا
طَلعنا عليهمْ طلوعَ المنونِ
فطاروا هَباءً ، وصاروا سُدى
أخى ، قُمْ إلى قبلةِ المشرقَيْنِ
لنحمى الكنيسةَ والمسجدا
أخى ، قُمْ إليها نشقُّ الغمارَ
دماً قانياً ولظى مرعدا
أخى ، ظمئتْ للقتالِ السيوفُ
فأوردْ شباها الدمَ المُصْعدا
أخى ، إن جَرَى فى ثراها دمى
وشبَّ الضرامُ بها موقدا
ففتِّشْ على مهجةٍ حُرة
أبَتْ أن يَمُرَّ عليها العِدا
وخُذْ رايةَ الحقِّ من قبضةٍ
جلاهاالوَغَى ، ونماها النَّدى
وقَبِّلْ شهيداً على أرضها
دعا باسمها اللهَ واستشهدا
فلسطينُ يَفدى حِماكِ الشبابُ
وجلَّ الفدائى والمُفـــــــتـــدى
فلسطينُ تحميكِ منا الصدورُ
فإما الحياة وإما الرَّدى * * *

موضوع: رد: أجمل ما كتب شاعر الجندول 26/4/2008, 20:20

مشكور جدا على المعلومات والقصيدة. ونرجو منك المزيد

» أجمل شىء فى الحياه
» أجمل دعاء سمعته
» أسوأ . . أجمل . . أفضل . .!!
» حمل أجمل وأجدد الألعاب
» صور أجمل المساجد في العالم