الفصل الأول [[1]] :-
الليلة قمـــــــــــــــراء......
بدرها اكتمل وتوسط عرشه الصافى صفـــــــــاء بحيرة من بحيرات الجنة.
والنسمة فى رقة آهة هادئة يرسلها صدر ناهد بكر يستقبل الحب ويستشرف الأمل....صدر عذراء لم تقتحمه عين جارحة من قبل ، فالمنهدة الوردية التى تصونه لتحميه لم تمسسها من قبل _قط_أصابع غير أصابع صاحبته.
الموسيقى تصل إلى العاشقين الجالسين وحدهما_مع الحب_فى الركن الصغير البعيد،أقصى شرفة الطابق الأعلى من فندق هيلتون النيل بالقاهرة.
الموسيقى ناعمة ناعمة ناعمة، نعومة شعرها الحرير .أطرافه_أطراف شعرها_تقبل كتفيها الدقيقتين شبه العاريين،فالأمسية من أمسيات الصيف ،وحلكة خصلاته تحقق مع نصاعة بشرتها وصفائها المعادلة المستحيلة........عشق الأضداد.
وكانت كفها الدقيقة _كحليه صغيرة من العاج_على حافة سطح المائدة الصغيرة التى تفصل بينهما عندما يجلسون إلى مائدة .....أيــــــــة مائدة ......سمعت يقول لها:
_الموسيقى جميلة
أجابته فى هدوئها الآسر:
_إنها تشكل ثالثا معنا
_تعتبرين الموسيقى ثالثا يشاركنا جلستنا؟!
_أليس من الجائز_مادام هذا إحساسك بها _أن تصرفك عنى ولو لحظة؟
_موسيقى الجنة لاتصرفنى عنك لحظة
_أو تصرفنى _أنا _عنك لحظة
ابتسم وهو يقول بثقة من يعرف مكانه من قلب من يحب:
_كما لا يصرفنى عنك شئ ، كذلك أعرف أنه لا يصرفك عنى شئ
ثم بعد لحظة صمت ، وابتسامة تشيع بين كل قسمات وجهه:
_أليس كذلك يا(أوصاف)؟
اسمها أوصاف.........
وكان يرى فى اسمها عذوبة وجمالا وابهارا بأكثر مما يرى فيه غرابة كما يرى الاخرون وكان يدللها فيقول لها :
_إن أوصافك التى لا حصر لها حيرت والديك عندما أضاء قدومك ظلام هذا الكوكب الذى نحيا فوقه ، فحارا فى أى الأسماء يختارا لك ، إلى أن التقيا فى النهاية على اختيار هذا الاسم النادر الجميل ، (أوصاف )..
فما أنت إلا مجموعة نادرة فريدة من الأوصاف يا.......(أوصاف )...
ويتحول وجهها المضئ كله إلى ابتسامة مفعمة بالحب والهناء وهى تقول :
_تقول هذا لأنك تحبنى يا (سعيد )
_ هذه حقيقة لا تقبل الجدل
مرت لحظة صمت قصيرة سألها بعدها:
_ألا يروق لك المكان يا ( صافى )
كان يدللها أحيانا فيناديها صافى
نحت خصلة من شعرها الأسود الحرير عبثت بها نسمة هواء لتقبل جبينها فأعادتها إلى مكانها وهى تجيبه :
_كيف لا يعجبنى وأنا التى اقترحته!
ثم بعد لحظة صمت لتضيف :
_ ولكن الرواد أكثر من المألوف هذا المساء على غير العادة ، والخدمة _ بالتالى _ أكثر وأنشط وأسرع ، كذلك الموسيقا ، ومن هنا _ ربما _ أحسست بأن رابعا وخامسا وسادسا وعاشرا وألفا يشاركوننا جلستنا ويهدرون صفاء هذه الليلة النادرة بنسيمها وقمرها .
ولحظة صمت أخرى لتضيف :
_ ( سعيد ) ، خذنى بعيدا .......بعيدا...... إلى بقعة خالية لا يشاركنا فيها غير خيالينا فى ضوء هذا القمر . أريد أن نكون وحدنا الليلة ، فخذنى إلى بعيد ، ليشهد القمر نجوانا وليحكى خبرها إلى غيرنا من العشاق.
_ألا تخشين أن يحكى خبرها إلى غيرنا من العشاق؟
_ ومم أخاف ؟ أنا مخطوبة لك أمام الله وأمام أبى وأمى وأمام الدنيا بأسرها ، والخاتم الذى يحمل اسمك حول اصبعى ، وتوأمه الذى يحمل اسمى حول اصبعك .
سألها وصوته يقطر منه التمنى :
_ متى ينقل كل منا هذا الخاتم من هذه الأصبع فى يمناه إلى نظيرها فى يسراه؟ متى ....متى يا ( صافى )؟؟
ابتسمت وهى تقول :
_هانت يا (سعيد ) ، رسالتى للدكتوراه تناقش خلال الشهر القادم ، وكذلك رسالتك تناقشها بعد ستة أشهر بلندن ، وبمجرد انتهائنا من هذه المرحلة الدقيقة نعقد العقد ، وأصبح لك ..... كلى يا (سعيد ) يصبح لك .
_ ياحبيبتى
_وأستطيع أيضا أن أعطى عيادتى ورضاى اهتماما أكثر ، فالتحضير لدرجة الماجستير ومن بعدها الكتوراة ، صرفانى كثيرا عنهما وكذلك أنت .
ثم أضافت بعد لحظة صمت :
_ ما رأيك فى أن نقوم لنجلس _ ولو فى السيارة _ فى مكان لا يشاركنا فيه أحد؟
أسرع يسألها مبتسما :
_غير خيالينا؟
_غير خيالينا
_فنصبح أنت وأنا
_والليل والقمر
_والنيل والشجر
_ولن تكون جميعها ثالثا أو رابعا ، او خامسا يشاركوننا نجوانا .
وتـــــــــــركا مكــــــــــــانيهما.......
ولنا مع ( قلب رجل ) جلسة وقراءة أخرى .... فى الفصل القادم.....
[img]