لم يخبرنى أحد .....إلا...

موضوع: لم يخبرنى أحد .....إلا... 17/4/2008, 07:04

لم يخبرنى أحد .
لم يدلنى أحد .
لم يدلنى أحد .....
لم يخبرنى أحد بأننى تائه رغم وضوح ذلك . لم يجهد أحد نفسه بأن يوحى إلى بذلك إشارة أو قولا ..لم تكن هناك أدنى محاولة منهم لإخبارى بأى شئ ....تركونى تائها سنوات طويلة تصرفت خلالها وكأننى الملك ، الوزير ، القاضى ، وقائد الجيوش ...
لم يخبرنى أحد بأننى تائه .. عرفت أنا ذلك استنتاجا ..أدركت ذلك عندما وجدت نفسى وسط العاصفة . عاصفة عاتية ضارية .
عاصفة لا ترحم . حملتنى من على الأرض ، رفعتنى ثم تركتنى أسقط على الصخور .. صرخت فى " البرية " ولكن صوتى ابتلعته الحشائش والأشجار المتوحشة .. والجزء الذى تبقى منه وصل إلى مسامعى مكسورا مهشما ....لم أفهمه ..
لم يخبرنى أحد .
لم يخبرنى أحد .
سالت الدموع ...بل الدماء من كل جسدى .
العاصفة
البرية
الألم .
لم أجد شيئا حولى أو معى . الرياح تهب فى قسوة ..أنا حيث أنا فقدت الإتجاه ..وغاب تركيز عقلى وتشتت مشاعرى ..أخذت أردد اسمى بأعلى صوتى حتى لا أنساه وحتى أتيقن أننى لازلت على قيد الحياة . انتظرت لعلى أتمكن من تحديد الإتجاه .. سرت طويلا عبر جميع الفصول والأوقات والأيام والأراضى ...ولم أستطع أن أحدد الإتجاه ...أخبرت كل من وقع بصرى عليه بأننى تائه ...نظروا جميعا إلي ولم يقولوا شيئا .
لم يرد أحد .
لم يرد
لم يـــــرد .
سرت على ركبتى وأنا أردد اسمى وجسدى يبكى حتى وصلت إلى واد سحيق ... ملئ بصخور أشبه بتلك التى كنت أسقط عليها فيتحطم عظمى ويسيل دمى .. كل ما يتحرك فى الوادى أخيلة لا ملامح لهم ...لا أجسام لهم ....اقتربت منهم فلم أجدهم يتنفسون . كل ما سمعته كان شيئا أشبه بالحشرجة ....قلت لهم اسمى وأشياء أخرى تذكرتها عن صاحب هذا الاسم . كان ردهم على صمتا ...سرت فى الوادى السحيق محاولا الخروج منه حتى تحولت إلى كتلة من الأنفاس المتلاحقة ...بمجرد أن خرجت من الوادى الصخرى حتى حملت بمخالب شئ ما ...ربما كان ذلك طائرا أو الطائر الخرافى كما يسموه " الرخ " أو شيئا آخر لا أعلمه ...حملنى هذا الشئ إلى حيث فقدت الإحساس بكل ما ومن حولى وبنفسى وحتى به ..ثم تركنى أهوى عبر محيطات من الظلام ..بل هى الظلام بعينه ....لم يكن مجديا أن أقول شيئا ...ظهر وسط هذا الظلام والفزع وجه رجل يظهر ويختفى فى حياتى كيفما يشاء ...إنه ليس من أقاربى ....ولا من زملائى . إنه يأتى غالبا كالمطر ...كنت أجده أمامى يقول شيئا شبه مفهوم ...ثم يتبخر كماء المطر . كنت كل ما أفهمه منه كلمة أو كلمتين .. وفى المقابلة الأخيرة القصيرة جدا بيننا قال لى :" أحذرك من أن تبيع كل شئ " .
هاهو أمامى ....بملامحه الهادئة ، أردت أن أقول شيئا ولكنه لم يمهلنى وقال :" إن الشمس إذا لم تعط نورها للقمر ....يظلم ....ولا تراه " .
شعرت بأن هذه العبارة تلمع أو تبرق فى قلبى ...... قال الرجل :
" ابحث عن شمسك يابنى عندئذ تصبح قمرا ....فأنت الآن غير ذلك " .
بحــــــــــــار الظلام لا تنتهى ، أمواجها لا ترحم ....تسحقنى ....
" يا شمس وجودى أشرقى على ....اجعلى شعاعك العطر المنبعث من قلبك ينطلق إلى قلبى .... يشفينى ...ينقذنى ...يحمينى ...يحيينى ....يبعثنى .... اغمسينى فى بحار أنوارك حتى لا أرى ولا أحس إلا بها . فأكون بك وأحيا بك . أنت الخلاص من الظلام " ......
قبلتنى الأرض عندما لامستها ....فسرت متجها إلى منزلى ودموع الفرح تغطى وجهى .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، حســــ حامد ـــــــــــــــام ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

موضوع: رد: لم يخبرنى أحد .....إلا... 26/4/2008, 20:34

اعتقدت أول الأمر أنه رؤيا أو حلم , ثم تيقنت انه كابوس تمنيت ان افيق منه. ولكن عندما وصلت الى النهاية تيقنت أنه كل الحقيقة.
تيقنت أنه لن يقتلني الا اتباع هوى نفسي. عرفت ان نفسي هي عدوي الاول. وعرفت ان شمسي ونوري هي القرب من الله.
وأعتقد أن الشمس لكل نفس تختلف باختلاف الأنفس